samedi 6 juin 2015

الملاك الذي تحول إلى شيطان



في إيطاليا قديما،دعى الحاكم آنذاك رساما مشهورا و هو الأبرز في عصره ليقوم يعمل تحفتين فنيتين متناقضتين عند مدخل أكبر كنيسة في البلد،حيث تصور التحفة الأولى ملاكا و الأخرى تمثل شيطانا لتوضيح الاختلاف بين الفضيلة و الرذيلة

أخذ الرام يجوب المدينة بحثا عمن يستوحي منه الفكرة و مظهر التحفتين فإذا به يجب طفلا صغيرا تظهر على ملامحه البراءة و النقاء ،وجهه أبيض مستدير و عيناه سيل من السعادة و الهناء.بعد أشهر أنهى الرسام لوحته الأولى و بهر الناس بجمالها و إتقانها

و بدأ مشواره الثاني يبحث عن ملهم لشكل الشيطان،بحث لسنوات عدة و لم يجد مبتغاه ،في هذه الأثناء خاف الملك أن يخطفه الموت قبل أن يرى التحفتين مكتملتين،فقرر الحاكم أن يعطي جائزة عظيمة لصاحب أقبح و أكثر وجه مخيف في البلد

فلم يترك الرسام شخصا إلا رآه و زار كل المستشفيات العقلية و السجون و غيرها و لكن لم يجد من تمثل ملامحه تشبيها للشيطان

تسرب اليأس إلى قلب الرسام، و ذات يوم دخل إلى حانة ليرتشف كأسا من النبيذ،فإذا بعينه تلمح رجلا يجلس في الركن الضيق من الحانة،يضع في فمه زجاجة خمر نرث الملابس و عديم الروح،يتكلم بصوت عال بفم خال من الأسنان و لا يأبه لأحد

تقدم الرسام بخطواته نحو الرجل و استأذن منه ليرسمه و لكن الرجل لم يبالي ،ثم أخذ الرسام يرسم ملامح الرجل مضيفا إليها ملامح الشيطان

و كل يوم كان الرسام يعود إلى الحانة و يجلس بجانب الرجل الشيطان و يرسم ليتم رسمته في أقرب وقت

ذات يوم و عندما شارف الرسام على الانتهاء من تحفته،كان يرسم تارة و ينظر إلى الرجل تارة أخرى،فإذا به يجد الرجل يبكي بكاء صامتا،ظن الرسام أن الشيطان يريد سيجارة أو خمرا أو ربما هو مخمور و هاته هي أعراضه،فسأله عما يريده ليحضره له،لكن الشيطان أجاب:

"أتذكر منذ سنين عدة عندما استلهمت من وجه طفل صغير ملامح الملاك؟ أنا ذلك الملاك يا سيدي،و ها أنذا أصبحت الشيطان ،أصبحت نقيضا لذاتي"

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire


knowledge base software | free online education | data center knowledge | learning games for kids | math games for kids | army knowledge online knowledge network | learning games | areas of knowledge

جميع الحقوق محفوظة لمدونة عالم الإحتراف ©2013-2014 | إتصل بنا | سياسة الخصوصية